ومخترق سبعا لنجوى آلهنا *** بليلة اسراء وتم التدانيا
وفي " لن تراني " حكمة عندها نرى *** سمو مقام في سمو مكانيا
وعند تجليه لكم قد أعدكم *** بسمع وابصار وقوة جأشيا
فلو كان ذياك التجلى بأرضنا *** لما ثبتت واندك منها جباليا
ولو كان جرم الأرض يحمل نظرة *** لما كان اسراء ولا معراجيا
وهذي أراها حكمة الرفع سيدي *** لكم عند تشريف بفاطر كونيا
هنا لك جبريل الأمين مودعا *** وعند اعتذار منه ناداك ربيا
وفي لحظة قد فزت فيها لنظرة *** بعين فؤاد أبصرتك بعينيا
رجعت رجوع الموقنين بربنا *** ورؤيا جلال النور بالعين رائيا
وأخبرت أم المؤمنين أم هانىء *** فكان لها أنس بذلك وافيا
وأخبرت للصديق صدق قولكم *** وعند سماع الأمر جد مسيريا
وأخبرت بالاسراء والمعراج ذاتكم *** لقومك قالوا ذاك منك خياليا
وقالوا بشهر ان أردنا زيارة *** لقدس وشهر راجعين دياريا
وقالوا صف القدس الذي قد رأيته *** فقمت بوصف للحقيقة راويا
وأخبرت عن عير تجىء لحيكم *** رأيت لها عند الرجوع لداريا
فصدقكم من كان في قلبه هدى *** بايمانه والقلب منه راضيا
وكذبكم قوم لبعد قلوبهم *** وطمس بقلب عن الهي لاهيا
لذا وصفوكم بالجنون وساحر *** كذا شاعر ما استشعروا خوف ربيا
تكفل قوم باضطهاد لصحبكم *** وتشريدهم شأن الحسود الغاويا
وتكذيبهم والحط من قدرك الذي *** بهم منه حقد يأكل الصدر باقيا
وقد نصحوكم ان تكن بك علة *** طلبنا لطب حيث تلقى شفائيا
فقلت أراني عاقلا مرسلا لكم *** بشرع له نور الهداية وافيا
وقد فاوضوكم عند ترك لأمركم *** تكون مليكا فوق عرش راقيا
فجاوبتهم بالرفض للعرض قائلا *** ولو ملكت للنيرين الأياديا
واني ماض حيث أهلك دونه *** أو النصر والاظهار للدين حاليا
ولم ترض انسانا بسخط الهكم *** لأنك للحق النصير المواليا
وقد فاوضوكم نعبد الله دفعة *** وتعبد أصناما لوقت تاليا
وقلت مقال الله في سورة بها *** لكم دينكم ترضوا وأرضى بدينيا
كما فاوضوكم لاتكن مؤذيا لنا *** بذكرك آباء بنطق جافيا
فقلت كتاب الله من عند ربنا *** وما أنا الا مرسل منه تاليا
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق