skip to main
|
skip to sidebar
لأعبدن الله في الأرض كما تعبده الملائكة
لأعبدن الله في الأرض كما تعبده الملائكة
زهد أويسٍ القرني
هو سيد التابعين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ إن خير التابعين رجل
يقال له أويسٍ ـ مروه فليستغفر لكم ] رواه مسلم وأحمد في المسند وفي رواية
أخرى " لو أقسم على الله لأبره "
فهو سيد العباد بعد الصحابة، وكان
الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله يضرب به المثل في الزهد فيقول: لا زهد إلا
زهد أويس، بلغ به العرىُ حتى قعد في قَوْصرَّة ( وهو وعاء من قصب يوضع فيه
التمر ).
وقد ورد عن أويس أنه قال: ( لأعبدن الله في الأرض كما تعبده الملائكة في السماء)
وصدق أويس في عزمه وفعله، فعن الربيع بن خثيم ـ وهو سيد من سادات التابعين
ـ قال: أتيت أويسا القرنى فوجدته قد صلى الصبح وقعد، فقلت: لا أشغله عن
التسبيح، فلما كان وقت الصلاة قام فصلى إلى الظهر، فلما صلى الظهر صلى إلى
العصر، فلما صلى العصر قعد يذكر الله إلى المغرب، فلما صلى المغرب صلى إلى
العشاء فلما صلى العشاء صلى إلى الصبح فلما صلى الصبح جلس فأخذته عينه ( أي
غلبه النعاس ) ثم انتبه فسمعته يقول: " اللهم إني أعوذ بك من عين نوامة
وبطن لا تشبع "
إي والله بمثل هؤلاء تستمطر الرحمات، ولقد طلبه عمر،
فلما حضره سأله أن يستغفر له وعمر أمير المؤمنين الفاروق الجبل ومع هذا
يطلب من أويس أن يستغفر له ـ
لقد أخذ أويس على نفسه أن يعبد الله كما تعبده الملائكة فأخذ بما هو شاق على الدوام.
ومن كلامه: يا عجباً ممَّن يعلم أن الجنة تزَّين فوقه، وأن النار تُسعَّر تحته، كيف ينام من هو بينهما ينظر إليهما ؟!
رضي الله عن أويس ورحمه فلقد أعطى المجهود من نفسه ولقد مضى إلى ربه ومضى
معه الصالحون والزاهدون وجاءت أقوام بعدهم والحال غير الحال فتبدلت العزة
والكرامة إلى الخزي والعار والندامة.
وإن نَعُد تَعُد لنا كرامتنا فهل من مجيب ؟!
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق